خاطرة حول وجود إبليس

[الدكتور ربيع أحمد]

الله سبحانه و تعالى لم يخلق إبليس عبثا ولا قصد بخلقه إضرار عباده وهلاكهم ، وإبليس وإن كان للأديان والإيمان كالسموم للأبدان ففي إيجاد السموم من المصالح والحكم ما هو خير من تفويتها .

و من حكم خلق إبليس التوبة إلى الله بعد اقتراف السيئات ، و رؤية الله صبر المؤمنيين على إغراء الشيطان و إغوائه و أن تظهر للعباد قدرة الله على خلق المتضادات فكما خلق جبريل الذي هو من أشرف الذوات خلق الشيطان أخبث الذوات ،وأن تستخرج العبوديات المتنوعة التي لولا خلق إبليس لما ظهرت كالجهاد و الحب في الله والبغض في الله و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .

[الدكتور ربيع أحمد]

ولو أراد الله الناس مؤمنين ما استطاع إبليس أن يقترب من أحد منهم، ويحاول إبليس بحقده على الإنسان وكرهه له أن يصرفه عن طريق الإيمان ( تفسير الشعراوي )

[الدكتور ربيع أحمد]

فما دام إبليس يخاف الله، وما دام يعلم أن الله شديد العقاب فما الذي أذهب عنه هذا الخوف حين أمره الله بالسجود لآدم فعصى؟ . خصوصاً وهو يعلم أن الله شديد العقاب، ولو كان قد عرف أن الله لا يعاقب أو يعاقب عقاباً خفيفاً لقلنا أغرته بساطة العقاب بالمعصية. ولكن علمه بشدة العقاب كان يجب أن يدفعه إلى الطاعة من باب أولى.
ونقول: إنه في ساعة الكبر نسي إبليس كل شيء!!
فأنت في حين يأخذك الكبر تتعالى ولو في مواقع الشدة، حتى وإن علمت أنه قد يصيبك عقاب شديد، ولكن يختفي كل هذا من نفسك إذا دخل فيها الكبر.ولذلك قد تجد إنساناً يُعذب بضرب شديد ولكن الكبر في نفسه يجعله لا يصيح ولا يصرخ. ونجد إنساناً قد يتخذ في لحظة كبر قراراً له عواقب وخيمة ولكنه يتحمله. وإبليس ساعة رفضه تنفيذ أمر السجود كان يمتلىء بالكبر والغرور، فتكبر على أمر الله وملكه الغرور فقال: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً} [الإسراء: 61] .
إذن ففي لحظة الكبر نسي إبليس كل شيء، واندفع في معصيته يملؤه الزهو وأصر على المعصية رغم علمه أن الله شديد العقاب ( تفسير الشعراوي )

[الدكتور ربيع أحمد]

الله سبحانه وتعالى خلق إبليس لحكم بالغة و هي ليست محصورة في اختبار العباد ، و الله لم يجبر إبليس على المعصية ، ولو أجبره على المعصية لما ذمه عليها فالله علم مسبقا أنه سيخلق إبليس و يعصيه و الله خلق فيه القدرة على فعل الطاعة و المعصية ، وإبليس شاء المعصية لنفسه ، وفعلها لذلك استحق العقاب من الله .

[الدكتور ربيع أحمد]

العصيان له أسباب كثيرة و التي منها الكبر و سبب عصيان إبليس الكبر رغم معرفته بوجود الله قال تعالى : ﴿ و إذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ .

وكبر إبليس جعله يخالف أمر الخالق كما أن كبر التلميذ قد يجعله يخالف أمر مدرسه مع علمه بأنه سيؤذيه و كبر الولد قد يجعله يخالف أمر والده مع علمه بأنه سيعاقبه .

و العلم بالشيء لا يستلزم العمل له و غاية ما في العلم بالشيء التحفيز على العمل له، و الناس قد تعلم الحق و تفعل الباطل و قد تعلم بأضرار التدخين وتدخن و قد تعلم بعقوبة القتل القانونية و تقتل .

[دكتور أشرف]