![]() | #9 |
ღلك الحمد حتى ترضىღ ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2009 المشاركات: 1,489 | ![]() و ليس أدل على أن الصعيد أصبح ملجأً للمماليك الفارين من أنه لما طرد علي بك محمد بك أبو الذهب لجأ محمد بك أبو الذهب إلى الصعيد و جمع حوله الهوارة و الأمراء المنفيين و استغلهم في تدعيم موقفه و زحفه إلى القاهرة لملاقاة سيده علي بك . ![]() و بعد و فاة محمد بك أبو الذهب قام الصراع بين أهل بيته و انقسموا إلى فريقين : 1- فريق يتزعمه حسن بك و اسماعيل بك . 2- فريق يتزعمه مراد بك و ابراهيم بك . ![]() و قد سقط الفريق الأخير في بداية الصراع فانسحب رئيساه إلى الصعيد عام 1775 م / 1191 هـ و استمرا يعودان إلى القاهرة ثم يخرجان إلى الصعيد حتى انتهى الأمر باستقرارهما في الصعيد من 1784 م إلى 1787م و قد أذاقا أهل الصعيد في هذه المدة سوء العذاب و أثقلا كاهل أهل الصعيد بضرائب فادحة فقد استولى مراد بك و ابراهيم بك على أرض الصعيد و أصبحا يأخذان الأموال الأميرية بدلا من الحكومة و منعا وصول الغلال إلى القاهرة و اشتطا في نهب أموال الفلاحين و أبقارهم و أغنامهم . و قد أثرت سيطرة هؤلاء الأمراء المماليك على الصعيد أسوأ الأثر فقد فُرِضت في أثناء هذه السيطرة على أهل الصعيد ضرائب لم يخضعوا لها من قبل مثل رسوم رفع المظالم و هي ضريبة أنشأها محمد بك أبو الذهب و صرح للحكام بتقاضيها . ![]() و تعرض أهالي الصعيد أيضاً لدفع رسم جديد عُرِف باسم فردة التحرير و هو رسم فرضه ابراهيم بك و مراد بك و هذه الرسوم كان أبناء الصعيد معفيين من دفعها في أيام همام . ![]() و أثناء منازعات الأمراء تعرض الصعيد لهجمات الأعراب القاسية فكانوا ينهبون المسافرين و يوقعون بهم أقسى انواع الإهانة . ![]() و بهذا لم يتسن للصعيد في ظل حكم البكوات المنفيين بعد وفاة الشيخ همام أن ينال على أيديهم ادنى تقدم و انتهت أيام الصعيد الزاهرة التي نعم فيها بالأمن و الاستقرار في عهد همام . و على الرغم من هذا فقداختلفت نظرة المؤرخين و الكتاب إلى الشيخ همام و تاريخه و أعماله كل الاختلاف فالجبرتي صور الشيخ همام كزعيم قبيلة الهوارة بالصعيد و اهتم بما كان عليه همام من كرم شَمِلً القريب و البعيد و ما كان له من ثراء طائل لكنه لم يهتم بالبحث عن مصادر هذا الثراء كما سجل الجبرتي ما كان من صراع بين علي بك و الشيخ همام لكنه لم يُقدم تحليلاً وافياً عن أسباب هذا الصراع . ![]() و من الكُتاب من نسب إلى الشيخ همام أعمالاً رائدة فهو في نظرهم مُنشئ الجمهورية في الصعيد و هو الذي وزع الأراضي على الفلاحين و أقام حياة نيابية . ![]() و منهم من تحامل على همام و نفى أنه أقام أو إمارة بالصعيد . ![]() بينما أفاض بعض الرحالة الأجانب في وصف ما كان عليه همام من تواضع و ما كان يربطه من صلات طيبة بالدولة العثمانية و ما كان له من حكومة واسعة في الصعيد . ![]() كما ان البعض الآخر حاول التقليل من شأن الشيخ همام فوصفه بأنه أمير ضئيل الشأن . و بالرغم من اختلاف الآراء حول شخصية همام فإننا نجد ان همام كان رجلاً عظيماً و صاحب شخصية جديرة بالبحث و الدراسة و لو لم تتخالف عليه قوى اكبر من طاقته لكان له في تاريخ الصعيد شأن أعظم و أكبر مما كان له . ![]() و قد كانت حركة همام آخر الحركات القوية التي قامت بها القبليات العصبية في مصر فقد قضى محمد علي على كل قوة لهذه العصبيات بتجريدها من أراضيها و أسباب قوتها فلم يشهد الصعيد بعد همام أي حركة لهذه العصبيات. ![]() و قد ازدهر الصعيد في عهد الشيخ همام و نعم اهله بالأمن و الرخاء الأمر الذي جعلهم يبكون هماماً بعد وفاته أمر البكاء و يترنمون بأخباره و يتمنون عودته في مواويلهم الشعبية التي تغنوا بها قائلين : قم يا همام و اسعى وروح سنار و ازرع و قـــــوت عيــــــالك فرشــوط قــادت عليك نـــــار و البي عـــــــدى و جـــــــالك و في هذا الموال يتمنى القائلون لو أن همام كان قد تقهقر أمام حملة محمد بك أبي الذهب و ذهب إلى سنار و أقام مزارع جديدة لأتباعه ثم يذكرون ما كان من حسرة فرشوط – مسقط رأس همام و مهد نفوذه- على همام عندما خرج منها و غادرها على أثر مجئ (البي) أي محمد بك أبو الذهب. |
![]() | ![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
العرب, همــام |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |